لما تقرر الحياة بدلنا

غريب ما تنحته لنا الحياة من دروب فنحن نريد دربا واحدا معروف الوجهة سهل
الركوب نقود انفسنا على ظهره مثقليين انفسنا باهدافنا التي لا تكاد تنتهي
من كثرتها لكن كلها تنطوي تحت عنوان واحد وهو العيش الرغد ...الهناء ...
والاستقرار لكن تأتي الحياة لتظهر لنا كم نحن سذج مخطئون فتختار الحياة
الزمان والمكان وحتى الوجهة بعكس ارادتنا فتشعب علينا الدروب وتكثر علينا
الكروب ليس لعجزنا عن اختيار اقصر الدروب بل لكون مناحيها لا تحتوي على
لافتات تدلنا على مقصدها او كيفية نهايتها مما يتحتم علينا استعمال البداهة
والفطرة في الاختيار واستعمال السلاح الصالح لكل الازمنة وهو التجربة لكن
هذا السلاح ولو انه معروف بنجاعته الا انه معروف كذلك بكثرة استهلاكه للوقت
فعوض ان نتقدم الى الامام نبقى حبيسي نفس الخطوة من كثرة التجربة فيشيبنا
العمر ويقطف ازهار اعمارنا دون ان نصل الى اهدافنا المرجوة عندها نعرف بانة
وجودنا من عدمه لا يشكل فرق مادام اثرنا لم ينحت على تلك الدروب ومادامنا
لم نخلف خارطة تبقى لتعين من سيلحقنا او لما لا يفوتنا