دراسة علمية: التربة تزيد ثاني أكسيد الكربون في الجو
افتراض ساد طويلاً بأن النباتات تنمو بشكل أقوى، عندما تزداد نسبة تركيز ثاني أكسيد الكربون في الجو، وأن النبات يخزن المزيد من هذا الغاز الذي يسقط على شكل أوراق وأخشاب. لكن دراسة جديدة بينت أن هذا الافتراض قد يكون خاطئاً.
من الافتراضات الأساسية لعلماء المناخ أن النباتات تنمو بشكل أقوى عندما تزداد نسبة تركيز ثاني أكسيد الكربون في الجو، وأن النبات يخزن المزيد من هذا الغاز الذي يسقط على الأرض على شكل أوراق النبات وأخشابه لتخزنه الأرض في باطنها. ويعني ذلك، حسب هذا الافتراض الذي يعلق عليه علماء البيئة آمالهم، أن الغابات تخفض من تركيز ثاني أكسيد الكربون في الجو.
لكن ربما تبين الآن خطأ هذا الافتراض، كما كشفت دراسة للباحثة إيما سايار من مركز الطبيعة وأبحاث علوم المياه في مدينة والينغفورد في بريطانيا، حيث أخضع الباحثون هذا الافتراض لتجربة استمرت ست سنوات في إحدى الغابات المدارية في بنما.
وقام الباحثون بتوزيع كميات أكبر من النفايات الحيوية على سطح تربة الغابة وراقبوا نتيجة ذلك، فوجدوا أن مضاعفة الكتلة الحيوية فوق سطح التربة أدى إلى تعجيل تحلل مركبات ثاني أكسيد الكربون داخلها.
وتحمل بقايا أوراق النباتات، بما فيها من ثاني أكسيد الكربون، بواسطة المطر والحيوانات وهو ما يحفز نمو البكتريا الموجودة في التربة، مما يؤدي لتزايد نسبة الكربون في الجو، حسبما أوضحت سايار وزملاؤها في دراستهم التي نشرت الاثنين (15 آب/ أغسطس 2011) في مجلة "نيتشر كلايمت تشينج".
ورغم أن العلماء كانوا يفترضون وجود هذه العمليات بالفعل، إلا أنهم لم يدللوا عليها علمياً حتى الآن، "وقدمت دراسة سايار وزملائها الدليل على هذه النظرية"، حسبما أوضح ياكوف كوزياكوف، من معهد علوم التربة في جامعة غوتينغن الألمانية في تعليق مرفق بالدراسة.
وتتلخص حيلة العلماء للتوصل إلى هذا الدليل، في أنهم نثروا على التربة بقايا نباتية ذات تركيبات مختلفة من نظائر ثاني أكسيد الكربون، عن تلك الموجودة أصلاً في المكان. وتتميز النظائر المختلفة لعنصر ما عن بعضه البعض في عدد المكونات الأساسية لكل من هذه النظائر، وهو ما جعل الباحثين يعرفون مصدر ثاني أكسيد الكربون الذي رصدوه.