لا تجد امرءا تمسك بالاسلام حق التمسك .و تشربت روحه و مبادئه السمحة و ترجم الى سلوكه قواعده و نظمه و اتجاهاته الا وجدته عزيزا كريما قويا شجاعا و صادقا لان من ابرز مميزات الاسلام انه دين العزة و الكرامة و القوة و الشجاعة. فعلى هده الصفات يربي الاشلام ابناءه ليعيشوا كراما احرارا و سادة و قادة و ليرتفعوا الى المستوى الدي يريده الله لهم دلك المستوى الدي وعدهن الله به في قوله**وعد الله الدين امنوا منكم و عملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الدين من قبلهم و ليمكنن لهم دينهم الدي ارتضى لهم و ليبدلنهم من بعد خوفهم امنا**(النور/55).
و عقيدة التوحيد هي المنبع الاصيل الدي تنبع منه هده الصفات الكريمة و هده الفضائل النفسية و لدا كانت العقيدة الاسلامية هي الهدف الاول لتعاليم الاسلام لانه متى امن الانسان في حزم و يقين بان الله واحد لا شريك له و انه مالك الملك بيده النفع و الضر و ان الناس جميعا متساوون امامه فلا ملك و لا نسب و لا جاه و لا قوة اقربهم اليه احسنهم خلقا و اكرمهم عنده اتقاهم متى امن النسان بدلك اطمانت نفسه و شعر بانسانيته و حريته و كرامته و احس بالقوة تتدفق من اعماقه و تشده الى السماء حيث الانس بالله و متى تشرب الانسان هده الحقيقة و تشربها عقله ووجدانه لم يعبا بغير الله و لم يسمع في هدا الوجود لغير رضاه و المتامل في القران الكريم يجد نصوصا كثيرة تتعلق بهده الحقيقة الخالدة و لنستمع اليه و هو يقول** و ان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو و ان يرك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده و هو الغفور الرحيم**(يونس/107)
** و كاين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها و اياكم وهو السميع العليم**(العنكبوت/60)
و هده النصوص من القران الكريم تنور القلب و تفتح البصيرة و توقظ الاحساس و ترسي في النفس حقيقة كبرى و هي ان كل شيء في قبضة الله و تحت رعايته و نظره و انه يعلم كل شيء و يحصي كل خاطرة و كل حركة و ما العزة الا و لمن امنوا به حق الايمان.
-