بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التعادل امام تنزانيا انجاز عظيم
لا ادري ما الذي أصاب بعض النقاد والصحفيين وشريحة واسعة من مناصري المنتخب ، من يشاهد تعليقات البعض يخيل له وكأن المنتخب سجل انجازا عظيما بتعادله مع تنزانيا في الوقت الذي شهدت المقابلة خروجا رسميا للمنتخب من سباق التنافس على البطاقة الوحيدة للتأهل لنهائيات الغابون ، البعض يقول أن حليلوزيتش ليس له دور في هذا التعادل الممزوج بطعم الهزيمة ولا ندري ما الذي ينفي عنه مسؤولية الإقصاء وهو صاحب الختم الرسمي الذي صادق على وثيقة الخروج من نهائيات الكأس الإفريقية القادمة ، إن أي مدرب يُطالب بالفوز ويعجز عنه يعتبر فاشلا ولا ينبغي أن نجد له المبررات خاصة وانه يعلم بان نتيجة غير الفوز تخرجه من السباق بصفة رسمية ....
البعض الآخر تحدث عن لمسة المدرب وتحميل اللاعبين مسؤولية الهزيمة وقد يكون ذلك فيه جانب كبير من الصحة ولكن ألا يتحمل المدرب مسؤولية البعض من قراراته ...؟؟ألم يستفد من تجربة سعدان وبن شيخة ولم تترسب لديه قناعة نهائية بأن بعض اللاعبين انتهت مدة صلاحيتهم بالفعل ... ؟؟؟لاعبون لم يلعبوا منذ مدة وهناك من لا يحوز على مقابلة واحدة في رجله إذا جمعنا ما لعبه طيلة من دقائق طيلة موسم كامل ... لاعبون مصابون أو متعافون حديثا في القائمة وأحسن من عندنا لاعب احتياطي في الدرجة الثانية أو أساسي في دوري "العواجيز والتقاعد المريح " في أحسن الأحوال فمن المسؤول عن هذا ...كما ان خيارات المدرب تطرح اكثر من سؤوال حول تواجد لاعب مثل بن يمينة كأساسي في ظل تواجد لاعب مثل زياية المتعود على الأجواء الإفريقية في المدرجات
من خلال تصريحات اللاعبين والمدرب وانطلاقا من تحاليل بعض الصحفيين نكتشف أننا نستدرج لمهازل أخرى ....ونلاحظ انه يتم المراهنة على عامل الوقت لنكتشف ذلك كما جرت العادة ، مما يطول عمر الأزمة ويتيح للعابثين حرية كاملة في تخريب مستقبل الكرة الجزائرية
إن الخروج من دوامة النتائج السلبية يتطلب إحداث القطيعة مع كل الممارسات السابقة وهذا الأمر لا يتم الحديث عنه على الإطلاق حاليا بل المُشاهد هو استنساخ لنفس التجارب السابقة :
-"عقلية البازار"هي نفسها من خلال توظيف اللاعبين على أساس التوازنات لا على أساس المستويات ،وهذا الأمر حدث في المقابلة الأخيرة ، بمعنى إقحام اللاعب على أساس ثقله ووزنه وأقدميته لا على أساس مستواه.
- كما أن هناك نقطة أشرت إليها في احد مواضيعي السابقة والتي يجب التركيز عليها وتمثل خطورة كبيرة جدا هي "استقواء اللاعبين نتيجة خرجات روراوة وعدم تحميلهم المسؤولية والذي يفعّل واقعيا بإبعاد المدربين وعدم المساس بالنواة الصلبة للمنتخب او ما يسمى بالكوادر (بعض اللاعبين يمشون فوق أرضية الميدان في لقاء تنزانيا ) و هذا الأمر يمهد لكوارث أخرى في المستقبل ..إحساس اللاعب واستشعاره بأنه خارج نطاق المسؤولية هو فتح باب الاستهتار والتلاعب وعدم تحمل تبعات النكسات ....كما أن الجميع تأكد من خلال المهازل المتكررة أن اللاعبين يتصرفون بدلال ورعونة واستخفاف ...كما أن عقلية تقديس اللاعب المغترب والنظرة إليه على أساس انه " راهو يدير في المزية " عندما يأتي إلى المنتخب فاعتقد أنها ساهمت في تفاقم الأمر... المغترب عندما يأتي من هناك صار يأتي ويضع في رأسه يلعب أساسيا واعتقد أن روراة ساهم في هذا الأمر تفاقم الأمر وعدم معالجته "
- الحديث عن دعوة لاعبين مغتربين انتمائهم للوطن منعدم تماما من المؤكد أنهم سيشغلون الرأي العام لمدة طويلة في ظل تهميش التطرق إلى انشغالات حقيقية ....ربما سيحضر البعض منهم ويلعب للمنتخب ونكتشف أنهم ليسوا ميسي ولا رونالدو بل ولن يلعبوا حتى بمستوياتهم التي يلعبون بها هناك في ارويا وهناك من سيأتي بعد أن يقطع الأمل في الالتحاق بمنتخب "الدجاجات" فنكتشف بأننا كنا ضحية تهويل ومبالغة وخداع
- هناك قضايا جوهرية لم يتم الحسم فيها بل هي من صميم الهيكلة الحقيقية للمنتخب إلى الآن، على سبيل المثال لا الحصر: لا نعرف أين سيجري المنتخب لقائه القادم بل وأين سيتدرب وهذه فضيحة كبرى وهي إشكالية كبرى يعاني منها المنتخب منذ سنوات قبل كل مقابلة تجرى في الجزائر
- ستستمر نفس النظرة للاعب المحلي بأنه سبب مأساة الكرة الجزائرية بالرغم من انه غائب عن المشهد الكروي الجزائري منذ سنة 2004 هذه النظرة السلبية ومن أعلى مستوى هي من ستدمر الكرة الجزائرية لأننا شئنا أم أبينا اللاعب المحلي هو أمل الكرة الجزائرية انطلاقا من العمل على تكوينه تكوينا لائقا كخطوة أولى وإعطائه الفرصة كمرحلة أخيرة .
أي حديث عن إحداث نقلة نوعية للكرة الجزائرية بدون حسم هذه العينة من الإشكاليات المطروحة- وما أكثرها - يعد قفزا على الحقائق والهاء للجمهور بقضايا هامشية وحصر القضية في قضية المدرب اوان القضية مرتبطة بلاعب مغترب متمنع نجعل منه مهديا منتظر ا سيكون حلا سحريا لمشاكلنا ...كل ذلك هو كذب على الناس وتمديد لعمر الأزمة وبالتالي لا تستغربوا في المستقبل أن نجعل من الفوز انجازا عظيما على أي منتخب إفريقي متواضع بل قد يأتي الوقت الذي نخرج في احتفالات عارمة إذا حدث وان فزنا على منتخب جزر القمر ....والايام بينن