قال التلميذ كحل الراس مسعود، ابن
مدينة هيليوبوليس بفالمة، وهو يسرد علينا بدايات حفظه لآيات الله عزّ وجلّ،
إنّ الرّغبة الكبيرة الّتي كانت تجتاحه وهو يرى النّاس من حوله يتدارسون
الكتاب، هي ما دفعه لتقليد الكبار. وكان والده نموذجاً متفرّداً، حاول أن
يحاكي شخصيته، يستيقظ فجراً يتقرّب منه وهو يتلو الآيات، راقته فانصاعت
نفسه لها وهو في الثامنة من عمره.
كيف كانت بداية تدارسك للقرآن الكريم؟l
بدأتُ حفظ القرآن الكريم منذ السنة الثالثة ابتدائي، وأنا الآن في
الخامسة، وتحديداً في سن الثامنة من عمري، حيث بدأتُ أرى النّاس من حولي
يحفظونه ويواظبون على تلاوة آياته، فأثار ذلك لديّ رغبة كبيرة في تقليدهم.
وكان والدي حافزي الأوّل، عندما كنتُ أستيقظ لصلاة الصبح أجده يتلو القرآن،
فأجلس بجواره وأسأله عن تفسير معاني الآيات. وعندما تعوّدتُ على ذلك،
أخذتُ أحفظ ما تيسّر منه، وفي مدّة سنتين، فرغت من حفظ خمسة أحزاب، وقد
حاولتُ التّوفيق في ذلك بين دراستي والمواظبة على القرآن، حيث أخصّص يوم
الجمعة للمراجعة حتّى يرسّخ ما حفظته في ذهني.
ألا ترى أنّ بداية حفظ القرآن الكريم في سن مبكر يعتبر عائقا بالنسبة لك من حيث اللّغة والفهم؟ نعم،
البداية كانت صعبة للغاية، وأنا كنتُ أستعين بوالدي في تذليل تلك
الصعوبات، خاصة أنّني كنتُ أسأل أبي أن يشرح لي معاني السور، وقد بدأتُ
بالسور القصيرة، والّتي تناسب سنّي وما أتلقاه من دروس في مادة التربية
الإسلامية، أي وفقاً للمنهج الدراسي. وأقول إنّ محاولة حفظ آيات الله
للمرّة الأولى تجعلنا نواجه صعوبات في كيفية ترسيخها، ولكن أحاول جاهداً
مراجعتها في الجلسة الواحدة عدّة مرّات، كما أخصّص نهاية كلّ أسبوع لمراجعة
السور الّتي حفظتها من قبل، وحظيتُ في هذا الشأن بدعم والدتي، إضافة إلى
ما يبذله والدي من جهد لإبقائي متّصلاً بالقرآن، خاصة أنّني أدرس في الطور
الابتدائي المعروف عنه حشو برنامجه.
هل سبق لك أن شاركتَ في مسابقات حفظ القرآن الكريم بالولاية؟ شاركتُ السنة الماضية في مسابقة لحفظ القرآن الكريم بالنسبة لفئة الخمسة
أحزاب، وكنتُ حينها أحفظ أربعة أحزاب ونصف. وتعتبر مشاركتي لهذه السنة
الثانية من نوعها، والمسابقة فرصة فيها الخير بالنسبة لي، حيث تحفّزني أكثر
على تجاوز أحزاب وسور من القرآن غير الّتي انطلقت بها، وهذا ما يتماشى وما
أحاول بلوغه لختم المصحف الشّريف.
المصدر : الخبر