الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
وتمضي السنوات والسنوات، ولا تزال يا قدسنا الغالي أسيراً في أيدي الغاصبين.
أسرت يا قدسنا لأننا أسرنا عن نصرتك بإبعادنا عن الطريق الموصل لنا للعز والمجد والنصر والتمكين....
أُُبْعِدْنَا يا قدسنا عن التمسك الحق الكامل بالدين الذي هو أساس نصرنا...
أُُبْعِدْنَا عنك بإشغالنا بأمور تافهة تشغلنا عن التفكير فيك وحمل همك والتألم الحق لأسرك...
أُشغِلنا بالدنيا والأموال والمراتب والتنافس عليها، ناسين واجبنا الكبير تجاهك وحقك الكبير في أعناقنا...
أُبْعِدْنَا عنك وعن طريق فك أسرك يوم أن جعل همُّ شبابنا بل حتى كبارنا الحب والمجون والكرة وتوافه الأمور...
أُُبْعِدْنَا عنك يا قدس بمؤامرات أعداء الإسلام الذين يضعون الخطط لتضييعنا ويساعدهم وينفذ خططهم -بكل جدارة- أناس من أبناء جلدتنا.
أَبْعَـــــدَنَا عنك يا قدسنا شياطين من الإنس ماكرة وشياطين الجن الذين يؤزونهم ويشجعونهم..
أَبْعَـــــدَنَا عنك يا قدسنا من نفَّذُوا مخططات أعداء الدين علينا, الذين قالوا منذ عشرات السنين أن طريق النصر على المسلمين هو إبعادهم عن الإسلام الحقيقي وإلهاؤهم بالشهوات(انظر: قادة الغرب يقولون دمروا الإسلام أبيدوا أهله).
طال أسرك يا قدسنا يوم أن أسرتنا الذنوب التي ربونا عليها حتى ألفناها وخدعنا بها وعشنا معها وكأنها ليست ذنوبا تغضب الله وتؤخرنا عن فك أسرك...
طال أسرك يا قدسنا يوم أن جعلونا -بتمييعهم أوامر الدين وتضليلهم- نألف ونتساهل بأوامر الله في أمور عديدة، ونتجرأ على معاصٍ أخرى وأخرى, يوم أن قَسُّوا قلوبنا بما نشروه وعودونا وشجعونا عليه مما لا يرضي خالقنا الجليل...
طال أسرك يا قدسنا يوم أن ربانا الإعلام العربي في عمومه على التجرؤ على التساهل في أوامر الدين, بدلاً من أن يربينا على التقوى التي هي أساس النصر والتمكين, وجاهر (الإعلام العربي) الجبارَ العظيمَ بما لا يرضاه في شتى الأرجاء وعلى رؤوس الأشهاد ليلا ونهارا, وصدق الشاعر الذي قال:
تعصون ربي جهارا فكيف ترجون نصرا
طال أسرك يا قدسنا يوم أن خان أقوى المؤثرين في حياة الأمة؛ الإعلامُ العربيُّ -بوسائله القوية- رسالتَه في إحيائنا وتوجيهنا لرضا الله, ولا يغرنا ما يخدعنا به -في أحيانٍ كثيرةً- من نشر برامج نافعة أو دينية!! فهو في جُل واقعه وتأثيره كان أعظم وأقوى وسيلة أبعدنا بها أعداؤنا عن سبيل تحقيق النصر من الله, بـــــل كان وسيلة أبعـــدت عنا الكثيـــر من الخير والبركة والحفظ في مجتمعاتنا, فالبركــة والحفـــظ لنا كمسلمين في شتـــى جوانب حياتنا بإرضـــاء الله واحترام أوامره وتقدير قيم دينه الذي أنزله سبحانه...
طال أسرك يا قدسنا يوم أن جعلنا نعيش إسلاماً ناقصا مميعا رُبِّينَا فيه على أن نصلي أو نعتمر أو نحفظ القرآن ثم لا بأس أن نرى المتبرجات في الشاشات والأفلام والمسلسلات المختلطة المحرمة ونسمع أغاني الحب والمجون ونخالف أوامر الشرع في أمور أخرى, فخدعنا بإسلام ناقصٍ مميع لا يحقق نصرا للأمة بل يحقق كسبا للأعداء حيث لا نصر لأمتنا إلا بنصر الله بالالتزام الكامل بأوامره.
أُبْعِدْنَا عنك يا قدسنا يوم أن لم نُحقق في أنفسنا -أفراداً ومجتمعات- التمسك الكامل بأوامر الدين في كل جوانب الحياة...
أُبْعِدْنَا عنك يا قدسنا يوم أن لــم يُجْعَلْ همنا الأكبر السعي لرفعة شأن الأمة وتحسين أوضاعها وإعادة أسباب القوة لها...
أُبْعِدْنَا عنك يوم أن لم يُجْعَلْ الجهاد والحماس له أمنية غالية في نفوس كل أبناء أمتنا...
طال أسرك يا قدسنا يوم أن أسرتنا موالاة أعداء الدين، والسير في ركابهم، وإرضاؤهم، على حساب ديننا وقيمنا ومقدساتنا.
وصدق الشيخ محمد جميل العقاد الذي قال كلمته المعبرة قبل أكثر من أربعين عاماً "لن تعــود حتى نعــود", فلن تعود قدسنا الحبيب حتى نفك أسرنا من هذه الأغلال التي أسرتنا وأبعدتنا عنك.
ولكــــــن رغم كل هذه الأمور سننطلق يا قدسنا بإذن الله وسنرمي كيد من يريد إبعادنا عنك وخططَهم وإضلالَهم عليهم, وسنفك أسرنا لنأتي مسرعين إليك، نحـررك من أيدي الغاصبين المعتدين، ونحمـى إخواننا المذبحين والمضطهدين في شتى بقاع العالم، ونعيـد مجد أمتنا وتمكينها في الأرض وعودتها قائدة لكل العالم, وتعود رايتنا خفاقة بعز في كل مكان.
((ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله)) "سورة الروم",
((ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز)) "سورة الحج".