هل الفشل يساوي النجاح ؟
سؤال قد يبدو مضحكاً و ينم عن حماقه!!
و لكن الحقيقه التي يعيشها الإنسان و لا يدركها على مر زمانه أن الفشل يساوي النجاح في معظم الأحيان.
لماذا نخاف الفشل؟!! و إذا واجهنا فشلاً في حياتنا لا نحب أن يطلع عليه الناس نخفيه و كأننا نخفي جريمة
ارتكبناها أو ذنباً عظيماً اقترفناه.
و السبب اننا لا نستطيع مواجهة عواصف الإتهامات و سيل الإنتقادات، و اللوم اللاذع من الآخرين لأننا
لم ندرب أنفسنا على المواجهة، على الرغم أن الفشل ما هو إلا تجربة عشناها و لم نقدر عواقبها أو لم
ننظر لها من جميع الزوايا و الإتجاهات فأودت بحساباتنا و هوت بآمالنا و أحلامنا.
لكن هل نتوجس خيفة من كل عمل، و من كل خطوة نخطوها في سبيل المستقبل؟؟!!
الجواب بالطبع لا و لكن نتعلم أن نخطط لنجاحاتنا و نتحمل مسؤولية اختياراتنا و نستفيد من أخطاءنا و
نتجه قبل كل شيء إلى الله سبحانه و تعالى لنرتجي منه التوفيق و نختم عملنا بعد أخذ كل الإحتياطات
اللازمة بالتوكل على الله فهو نعم المولى و نعم النصير.
و أن لم يتم الأمر حسب ما خططنا له، بعد بذل كل الجهد المطلوب فلنعلم أنه ما سار الأمر إلى ما سار إليه
إلا لحكمة يعلمها الله، من المؤكد فيها الخير الكثير لنا و أن جهلناه. فالله سبحانه غالب على أمره و لا يضيع
أجر عمل عامل.
و لكن كيف يساوي الفشل النجاح؟؟!!
يساوي الفشل النجاح! عندما نتعلم من الفشل الألم فهو جرح غائر في النفس ( فكلما كان الفشل كبير
أصبح الجرح أكثر ألماً ) فما أن نمر بتجربة مماثلة حتى تُعطى إشارات للعقل بأخذ الإحتياطات المطلوبة
حرصاً على تحقيق النجاح و هذا يفسر عمل كثير من الشباب اللجوء إلى المسكرات ( و العياذ بالله )
في وقت الأزمات و ذلك لإسكات الألم و اخماد جذوته. أو قيادة السيارة بسرعة كبيرة و كأنه هروب
من المشكلة. فهم يضرون أنفسهم من حيث لا يشعرون، لأن الشعور بالألم نعمة تجنبك تكرير الوقوع بالخطأ.
أيضاً نتعلم من الفشل الإحساس بالآخرين الذين يمرون و يعانون من التجارب الفاشلة التي مررنا بها
و أو ما يشابهها، فنكون خير عون لهم، لأننا أقدر على معرفة عواطفهم و أحاسيسهم و بالتالي نكسب
أكبر قدر من العلاقات الإجتماعية الفعاله.
و أخيراً و هو الأهم نتعلم من الفشل الأنكسار و ذل العبوديه لله و دوام الإستعانه بالله و التمسك بقدرة
الله العظيمة التي تسير هذا الكون الفسيح.
عندها يكون الفشل مساوياً للنجاح في حياتنا، بل ستكون حياتنا كلها نجاح في نجاح و لا وجود للفشل فيها بإذن الله.