المشكلة الكردية

يبلغ عددهم اكثر من 25 مليون نسمة يعيشون في ايران تركيا سوريا العراق واقليات في ارمينيا وازريبجان وباستثناء سوريا حاربو الحكومات المركزية في الدول الثلاث المذكورة تحت شعارات اقامة دولة كردية او الحكم الذاتي رغم انهم كان لديهم امارات اشبه بدول مستقلة في القرون الثلاث الماضية الا انه بعد الحرب العالمية الاولى قسمت مناطقهم ووزعت الى الدول المذكورة في العراق مع بدايات إقامة المملكة العراقية عقب الحرب العالمية الاولى شن اكراد العراق هجمات وتمرد مسلح على الحكومات العراقية المتعاقبة تحت شعار المطالبة بحقوق الكردية المشروعة وادى الى صدام مسلح دائم مع الحكومات العراقية الملكية والحكم الجمهوري اللاحق وكانت اسرائيل طرفا في هذا الصراع بشكل دائم ولم ينتهي الا بعد حرب الخليج الثانية وسيطرة قوات التحالف على المنطقة مما امن اقامة حكم كردي ذاتي في شمال العراق وبعد سقوط نظام الرئيس العراقي صدام حسين ورغم اعلان اكراد العراق بقائهم ضمن عراق موحد الا انهم لا يخفون شعورهم باقامة دولة كردية مستقلة رغم انهم حاليا اقامو كل مقومات الدولة المستقلة من جيش وحكومات وبرلمان ومطارت وقنصليات الا انهم لا يستطيعون اعلان الاستقلال لعدة اسباب منها رفض دول المحيطة بهم الاعتراف بدولة كردية مستقلة رغم انهم حاليا يستنزفون موارد العراق باكملها من الحكومة العراقية اما بالنسبة لاكراد ايران فانه بعد قيام الجمهورية الإسلامية في ايران في شتاء عام 1979 إجتاحت المناطق الكردية في إيران غضب عارم بسبب عدم السماح لممثليين عن الاكراد بالمشاركة في كتابة الدستور الإيراني الجديد وكان إندلع صراع مسلح بين الحكومة الأيرانية والاكراد من عام 1979 إلى عام 1982 و بحلول عام 1983 تمكنت الحكومة من بسط سيطرتها على معاقل المتمردين الاكراد ولسخرية القدر فانه خلال الحرب العراقية الايرانية كان اكراد ايران يقاتلون دعما من العراق بينما اكراد العراق يقاتلون دعما من ايران وفي عام 2004 تاسس حزب الحياة الحرة الكردستاني الذي يخوض من وقت لوقت مناوشات مع الحرس الثوري الايراني تجدر الاشارة ان اكراد ايران اقامو دولة كردية بعد الحرب العالمية الثانية تحت اسم جمهورية مهاباد برئاسة قاضي محمد لكن هذه الدولة لم تدم سوى اقل من عام واحد بعد ان قامت الحكومة الإيرانية بإسقاط جمهورية مهاباد بعد 11 شهرا من إعلانها وتم إعدام قاضي محمد في 31 مارس 1947 في ساحة عامة في مدينة مهاباد اما اكراد تركيا بعد سقوط الدولة العثمانية وإقامة الجمهورية التركية الحديثة تبنى مصطفى كمال اتاتورك نهجا سياسيا يتمحور حول إلزام إنتماء الأقليات العرقية المختلفة في تركيا باللغة و الثقافة التركية وكانت من نتائج هذه السياسة منع الأقليات العرقية في تركيا و منهم الأكراد من ممارسة لغاتهم في النواحي الأدبية و التعليمية و الثقافية ومنع الأكراد من تشكيل احزاب سياسية وكان مجرد التحدث باللغة الكردية عملا جنائيا حتى عام 1991 قوبلت محاولات مصطفى كمال اتاتورك بمسح الأنتماء القومي للأكراد بمواجهة عنيفة من قبل أكراد تركيا وقرر الأكراد والأقليات الأخرى بقيادة الزعيم الكردي سعيد بيران القيام بانتفاضة شاملة لنزع الحقوق القومية للاكراد و الأقليات الأخرى على أن تبدأ الأنتفاضة في يوم العيد القومي الكردي عيد النوروزانتشرت الانتفاضة بسرعة كبيرة وبلغ عدد الاكراد المنتفضين حوالي 600 الف وفرضوا حصارا على مدينة ديار بكرولكنهم لم يتمكنوا من السيطرة على المدينة وفي منتصف ابريل 1925 تم اعتقال سعيد بيران مع عدد من قادة الانتفاضة و نفذ حكم الاعدام فيه في 30 مايو 1925 ولكن الإهتمام العالمي بأكراد تركيا إزداد بعد العمليات المسلحة التي شنها حزب العمال الكردستاني في الثمانينيات أثناء صراع الحكومة التركية مع حزب العمال الكردستاني تم تدمير 3000 قرية كردية في تركيا وتسبب في تشريد ما يقارب نصف مليون كردي من ديارهم واعتقل عام 1999 زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله اوجلان بمساعدة الموساد الاسرائيلي وحكم عليه بالسجن مدى الحياة بعد تخفيض عقوباته من الاعدام الى المؤبد اما في سوريا إن هناك مليون ونصف مليون كردي يعيش في سوريا ويعيش معظم الأكراد في شمال شرقي البلاد وخاصة في مدينة الحسكة والقامشلي بالإضافة إلى تواجدهم بأعداد أقل في مناطق اخرى من سوريا في نوفمبر 1962 اعلنت الحكومة السورية إن 100 الف من الأكراد الساكنين في سوريا ليسوا مواطنيين سوريين بسبب عدم توفر بيانات عن اجدادهم في الأحصاءات كان إحصاء عام 1962 لمنطقة الحسكة مثيرا للجدل فهدف الحكومة المعلن كان التعرف على المهاجرين الغير قانونيين من تركيا إلى شمال شرق سوريا وكان على الشخص ان يمتلك وثائق تبين إنه كان يعيش في سوريا منذ عام 1945 على اقل تقدير ولكن الأكراد إعتبروها سياسة منظمة لما اسموه محاولة لتعريب المنطقة ويزعم البعض بان الحكومة السورية بدأت في السبعينيات و على يد الرئيس الراحل حافظ الاسد ما أسموه سياسة التعريب ومن الأمثلة على هذه السياسة منع الأكراد من تسمية حديثي الولادة باسماء كردية ومنع إطلاق أسماء كردية على المحلات التجارية الا انه هناك العديد من الاكراد في سوريا وصلو الى مناصب عليا وتقلدو مناصب وزارية في الحكومات السورية ومناصب عسكرية في الجيش السوري في 12 مارس 2004 وأثناء مباراة لكرة القدم في ملعب القامشلي التابعة لمدينة الحسكة نشب صراع بين مشجعين اكراد لفريق القامشلي و مؤيدين عرب للفريق الضيف من دير الزور وقتل في ذلك اليوم 12 شخصا. وإنتشرت اعمال العنف إلى مناطق مجاورة ووصلت حتى إلى حلب وتمت حملة إعتقالات في المنطقة و إستنادا إلى منظمة العفو الدولية فإنه تم إعتقال مايقارب 2000 شخص الغالبية العظمى منهم كانوا من الأكراد اما ما هو الحل لمشكلة الاكراد في دولهم صحيح كان من الافضل لو اقيمت دولة كردية بعد الحرب العالمية الاولى بدل توزيع المناطق الكردية على هذه الدول الا انه من الصعب اقامة دولة كردية الان تجمع ابناء القومية الكردية لانه ليس من دولة تقبل ان ينفصل عنها جزء من اراضيها ولا الحكم الذاتي يمكن ان يكون حلا للاكراد رغم تجربة اكراد العراق الناجحة في هذا المجال ان افضل حل للقضية الكردية هو المواطنة في دولهم مع اعطائهم حقوقهم المدينة والشرعية كاملة