السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
فتلك الجمرة هي "الغضب " حين تزودها بابفعالك
غدت بركانا يدمر كل ما تبنيه، يحط من قدرك و لم و لن يحل مشكلتك!
فموضوعي اليوم عن الغضب،،
فقد اصبح افة العصر، حيث كل سيئة تبدا بسبب "الغضب"
اليكن هذا الحديث
حديث: ''لا تغضب''
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ''أوصني، قال: ''لا تغضب'' فردّد مرارًا، قال: ''لا تغضب'' رواه البخاري.
الوصية هي العهد بالأمر الهام، وهذا الرجل طلب من النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أن يوصيه فقال: ''لا تغضب''. وعدل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عن الوصية بالتّقوى الّتي أوصى الله عزّ وجلّ بها هذه الأمّة وأوصى بها الّذين أوتوا الكتاب من قبلنا إلى قوله ''لا تغضب'' لأنه يعلم من حال هذا الرجل والله أعلم أنه كثير الغضب، ولهذا أوصاه بقوله ''لا تغضب''، وليس المراد النهي عن الغضب الّذي هو طبيعة من طبيعة الإنسان، ولكن المراد: املك نفسك عند الغضب بحيث لا تنفذ إلى ما يقتضيه ذلك الغضب، لأن الغضب جمرة يلقيها الشيطان في قلب ابن آدم فلهذا تجده تحمرّ عيناه وتنتفخ أوداجه وربّما يذهب شعوره بسبب الغضب ويكون منه أشياء لا تحمد عقباها، وربما يندم ندمًا عظيمًا على ما حصل منه، فلهذا أوصاه النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بهذه الوصية وهي وصية له ولِمَن كان حاله مثل حاله.
فعندما يغضب ابن ادم يصبح
اعمى،، اصم و غشيم
اعمى فلايبصر ما هو بفاعله
اصم فلا يسمع ما يقال له
و غشيم فلا يفهم و لا يعقل حتى يفوت الاوان و كان شيئا ما غطى بصيرته
ابدا ما كان الغضب سبيلا لحل المشاكل، بل بالعكس..ينفر من هم حولك و يردي بفكرك
و يطيح بمبادئك ، فما يزيد الطين الا بلة !
عليك ان تتحكم في نفسك و تجعلها تسيطر على مواقفك
يجب ان تتعلم كيف تستخدم عقلك و توظفه تحت كل الظروف و الضغوطات
و لهذا يجب على كل من واجه ما يغضبه ان يكظم غيظه و ان يتسم
بالحلم،، فقد قال الله تعالى:
( وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين }
فمن كظم غيظه فيجازيه الله اجرا عظيم بما يستحق
فقد صنفه تعالى بانه من المحسنين و يقول عز و جل في كتابه العزيز:
{ هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ )
و من سبل كظم الغيظ:
التسامح.. الصفح عمن اخطا بحقك
الحلم (بكسر الحاء ).. و هو الصبر على ما اصابك من اذى من طرف الاخرين
العفو عند المقدرة ..العفو هو التجاوز عن الذنب والخطأ، وترك العقاب عليه.
** و هناك دراسات علمية تفيد بان تغيير وضعيته من الوقوف الى الجلوس تفيد
في التغلب على الغضب..
.......
و انقل اليكن بعضا من القصص التي فيها عبر لنا لنسمو بانفسنا تجاه الافضل
و نتخذ الانبياء و الصحابة و الصالحين قدوة في التحكم في النفس و عصم الغضب:
**طلب أحد الصالحين من خادم له أن يحضر له الماء ليتوضأ، فجاء الخادم بماء
وكان الماء ساخنًا جدًّا، فوقع من يد الخادم على الرجل، فقال له الرجل وهو غاضب: أحرقْتَني،
وأراد أن يعاقبه، فقال الخادم: يا مُعَلِّم الخير ومؤدب الناس، ارجع إلى ما قال الله -تعالى-. قال الرجل الصالح: وماذا قال تعالى؟!
قال الخادم: لقد قال تعالى: {والكاظمين الغيظ}.
قال الرجل: كظمتُ غيظي.
قال الخادم: {والعافين عن الناس}.
قال الرجل: عفوتُ عنك.
قال الخادم: {والله يحب المحسنين}. قال الرجل: أنت حُرٌّ لوجه الله.
**حكى لنا القرآن الكريم مثالا رائعًا في قصة نبي الله يوسف -عليه السلام- مع إخوته، بعد أن حسدوه لمحبة أبيه له، فألقوه في البئر ليتخلصوا منه، وتمرُّ الأيام ويهب الله ليوسف -عليه السلام- الملك والحكم، ويصبح له القوة والسلطان بعد أن صار وزيرًا لملك مصر.
وجاء إليه أخوته ودخلوا عليه يطلبون منه الحبوب والطعام لقومهم، ولم يعرفوه في بداية الأمر، ولكن يوسف عرفهم ولم يكشف لهم عن نفسه، وترددوا عليه أكثر من مرة، وفي النهاية عرَّفهم يوسف بنفسه، فتذكروا ما كان منهم نحوه، فخافوا أن يبطش بهم، وينتقم منهم؛ لما صنعوا به وهو صغير، لكنه قابلهم بالعفو الحسن والصفح الجميل
وقال لهم: {لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين}.
**كان النبي صلى الله عليه وسلم نائمًا في ظل شجرة، فإذا برجل من الكفار يهجم عليه، وهو ماسك بسيفه ويوقظه، ويقول: يا محمد، من يمنعك مني. فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم بكل ثبات وهدوء: (الله).
فاضطرب الرجل وارتجف، وسقط السيف من يده، فأمسك النبي صلى الله عليه وسلم السيف، وقال للرجل: (ومن يمنعك مني؟).
فقال الرجل: كن خير آخذ. فعفا النبي صلى الله عليه وسلم عنه. [متفق عليه].
**وضعت امرأة يهودية السم في شاة مشوية، وجاءت بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقدمتها له هو وأصحابه على سبيل الهدية، وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يرد الهدية، لكن الله -سبحانه- عصم نبيه وحماه، فأخبره بالحقيقة.
فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بإحضار هذه اليهودية، وسألها: (لم فعلتِ ذلك؟
فقالت: أردتُ قتلك. فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: (ما كان الله ليسلطكِ علي).
وأراد الصحابة أن يقتلوها، وقالوا: أفلا نقتلها؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (لا)، وعفا عنها.
[متفق عليه].