في حوار شيّق خصّنا به الإيطالي الشهير "كانافارو"، قائد منتخب إيطاليا
الفائز بكأس العالم 2006، أعرب عن سعادته بحضور حفل الكرة الذهبية التي
تنظمها "الهداف و "لوبيتور" وزيارة الجزائر لأول مرة، كما تطرّق إلى عدة
نقاط هامة ومثيرة حول ما لفت انتباهه في الجزائر ولقائه رابح ماجر، ورأيه
في بودبوز المتوّج بالكرة الذهبية، وفي حسن يبدة الذي احترف في نابولي، وهو
النادي الذي بدأ فيه الاحتراف ومازال يناصره إلى اليوم، بالإضافة إلى
استعادة أهمّ الذكريات في مشواره الحافل بالألقاب.
كانافارو
شكرا على هذا الحوار الحصري لـ "الهداف" و"لوبيتور"؟أنا الذي أودّ أن أشكر الصحيفتين على الدعوة الكريمة التي أتاحت لي فرصة زيارة الجزائر لأول مرّة، وأنا سعيد جدا بهذه المناسبة.
ونحن نودّ أن نعرف رأيكم بصراحة بشأن حفل الكرة الذهبية الذي شرّفتنا بحضورك فيه، كيف بدت لك الأجواء خلال هذا الحفل؟أقول
بمنتهى الصراحة إن التنظيم كان جيّدا والحفل رائعا، ولو أن انطلاقته
تأخّرت قليلا، غير أن كلّ شيء صار على أحسن ما يرام بعد ذلك ما إن بدأ
الحفل، وكنت سعيدا بحضوره خاصة أن المناسبة كانت لتكريم عددا معتبرا من
الشبان والمواهب الواعدة التي برزت بشكل ملحوظ، وأخصّ بالذكر بودبوز الفائز
بالكرة الذهبية، والذي برهن على أنه صاحب إمكانات كبيرة، وأعتقد أنه
سيكون أحد رموز الكرة الجزائرية في المستقبل. أؤكّد مرة أخرى أن الحفل كان
بهيجا وممتعا، وسأحتفظ بذكرى رائعة عنه، وقد كنت أشعر أحيانا أنه يجرى في
أجواء عائلية.
ماهي الفكرة التي كانت لديكم عن الجزائر قبيل زيارتها؟ وما هو شعوركم قبل ساعات قليلة من مغادرتها؟لقد
كانت زيارتي للجزائر فرصة طيّبة اكتشفت من خلالها مدينة كبيرة وجميلة بها
مناظر خلابة وفيها حركة دائمة، ما يعني أن أهلها يمتازون بالحيوية، كما
اكتشفت بلدا مضيافا وشعرت بطيبة أهله وصفات أخرى تشبه إلى حدّ كبير ما هو
موجود في المنطقة التي وُلدت وترعرعت فيها، وأقصد بها الجنوب الإيطالي
نابولي. صراحة كنت في بلد من بلدان البحر الأبيض المتوسط، وساعة واحدة فقط
عبر الطائرة من بلدي إيطاليا إلى الجزائر.
طيلة حفل الكرة الذهبية، كنت جالسا على طاولة واحدة مع الجزائري رابح ماجر، فما هي أهمّ النقاط التي تحدّثتما عنها؟الحديث
إلى رابح ماجر كان شيّقا وقد التقينا مؤخرا في دبي خلال مباراة استعراضية
لفائدة أطفال ليبيا، وبدا لي أنه شخص رائع، ومتواضع في آن واحد رغم مشواره
الكروي الاحترافي الحافل بالألقاب، وشخصيا أرى أنه توقف عن ممارسة كرة
القدم شابا رغم أنه كان قادرا على العطاء لسنوات أخرى. ولقد حدّثني خلال
الحفل عن تجربته على رأس العارضة الفنية للمنتخب الجزائري، وحين كنت استمع
إليه شعرت أنه متعلق كثيرا ببلاده وحريص على أن يقدّم له كل ما يستطيع
لتطوير الكرة الجزائرية.
عدد كبير من
لاعبي المنتخب الجزائري اختاروا الاحتراف في الخليج وهو أمر لم يتقبّله
الجمهور الرياضي، لاعتقاده أن ذلك لا يُساعد اللاعبين على تطوير إمكاناتهم،
ما رأيك حول هذا الموضوع أنت الذي لعبت وصرت تعمل الآن في الإمارات؟ وهل
ترى أن اللاعب لمّا يتنقل إلى البطولات الخليجية فذلك من أجل تقاعد ذهبي
(من أجل إنهاء مسيرته والحصول على أموال طائلة)؟لا، إنّ انطباع
الجمهور الرياضي حول هذا الموضوع يأتي لأنه يعتقد أن اللاعب الذي يحترف في
دول الخليج إنما يفعل ذلك من أجل المال، وهذا غير صحيح بالمرّة، لا شك أن
المال متوفر بكثرة في البلدان التي أشرت إليها، ولكن ليس في كرة القدم، بل
أرى أن المال في كرة القدم الأوروبية أكثر من المال في دول الخليج، ولذلك
أؤكد أن من يحترف في قطر أو في الإمارات أو في السعودية ليس دائما بسبب
الحافز المادي، وعلى الجمهور ألا يتّهم لاعبيهم الجزائريين الذين تنقلوا
للاحتراف في الخليج من أجل المال وفقط، فمن الممكن أنهم لم تكن لديهم عروض
احترافية في أوروبا، وأنا من بين الذين يعتقدون أنه لا بدّ من احترام
خيارات الآخرين، وبعدها فإنّ القرار الأخير بشأن ضمّهم إلى صفوف المنتخب
يعود إلى المدرب، إن كانوا قادرين على مساعدة المنتخب الوطني.
هذا
فيما يتعلّق الجانب المادي مثلما ذكرت، ولكن ما رأيك في مستوى الكرة في
دول الخليج، وهل تراه يسمح لهم بالحفاظ على مستواهم ولياقتهم؟الجميع
على دراية أنه ليبقى اللاعب محافظا على لياقته ومستواه الحقيقي، لا بدّ أن
يلعب في أوروبا، لا مجال للمقارنة بين البطولات الخليجية والبطولات
الأوروبية صراحة، لكن علينا أن نعترف أن المستوى تطوّر وارتفع في السنوات
الأخيرة، فمنذ سنوات قليلة فقط كان اللاعبون يتنقلون إلى الخليج من أجل لعب
موسمين أو ثلاثة مواسم قبل أن يُحالوا على التقاعد، واليوم الأمور تغيّرت،
فأصحاب الثلاثينيات صاروا يتنقلون إلى هناك، وهناك أيضا من صاروا لا
يذهبون من أجل التقاعد بل من أجل البقاء لسنوات طويلة، وهذا دليل على أن
المستوى ارتفع وتطوّر.
وحول هذا
الموضوع بالذات قال الأسطورة مارادونا الذي يعمل في الإمارات، إن مستوى
الكرة هناك مقبول ولكن عزوف الجمهور عن الملاعب لا يساعد على تطوير
المستوى، ما رأيك؟أشاطر رأي مارادونا، فهو محقّ في كلّ ما قاله،
فأيّ لاعب منا عندما يدخل أرضية الميدان وينظر إلى المدرجات ويراها شبه
شاغرة، فإنّه سيفتقد حتما الحافز المعنوي، الذي يشجّعه على أداء لقاء في
المستوى. وفي رأيي الشخصي، فإن الإماراتيين والقطريين لا يهتمون كثيرا بكرة
القدم، ومن عاداتهم -حسب ما شاهدته عن الإماراتيين، أنهم يفضّلون المكوث
في البيوت، ومشاهدة المباريات عبر الشاشة الصغيرة، الأمر يساعدهم، لكن لا
يساعد اللاعبين (ابتسم)...
هل أتيحت لكم فرصة لقاء مارادونا طالما أنه يدرب فريق الوصل الإماراتي؟نعم،
إلتقيته مرة واحدة بمناسبة عيد ميلاده ووجدته في صحة جيدة وبدا لي أنه
سعيد بالعمل في الإمارات العربية خاصة أن الضغط هناك ليس بالحجم الذي يمارس
عليه في بلدان أخرى.
بدايتك مع نابولي وأنت في سن 18 تزامنت وحادثة تمثلت في دفعك له خلال إحدى الحصص التدريبية، فهل تتذكر هذه الحادثة؟(يبتسم)...
لا، لا أذكر هذه الحادثة كثيرا، ما أذكره أن رد فعله كان مثاليا وفي مستوى
الصورة التي كان يراه فيها الجميع بنابولي، ففي وقت كان الجميع ينظر إليّ
بنظرة سيئة بعض الشيء، حيث اقترب مني "دييڤو" وطلب مني أن ألعب بهذه
الطريقة في التدريبات والمباريات، حتى يهدئ الجميع ممن ثاروا بعد لقطتي.
ولدى إدلائه بتصريحات للإعلاميين، أكد لهم أن تصرفي يدخل في إطار اللعب
وأثبت بذلك أنه لم يكن فقط لاعبا ذكيا، بل أنه لاعب يجيد التحكم في أعصابه،
ويجيد تشجيع اللاعبين الشبان.
هل عرفت اللاعبين الجزائريين المحترفين في قطر وما رأيك فيهم؟لم
تتح لي الفرصة أن أعرف الجزائريين المحترفين في قطر، ولكن أعتقد أن أجواء
كرة القدم لا تختلف كثيرا من بلد إلى آخر، لذلك أقول دائما أن مهما كان
البلد فإن أهم عامل هو أن يكون اللاعب مرتاح نفسيا ويشعر بالمتعة في التدرب
وفي لعب المباريات، وأعتقد أن الجزائريين في قطر لهم فرصة حمل راية
الجزائر في الخارج والتعرف أكثر ببلادهم وعن طريق الظهور بصورة إيجابية في
الملاعب وخارجها.
لكن من المؤكّد أنّك تعرف لاعبين جزائريين في "الكالتشو"؟لا
أريد أن أخيّب ظنّكم، صراحة لم تتح لي الفرصة أن أعرف لاعبين جزائريين
كثيرا ولا شك أنني واجهت البعض منهم في مباريات غير أنّي لا أذكر أسماؤهم
صراحة، لكنّ الأكيد أنّ اللاعب الجزائري يبقى موهوبا بقدراته الفنية
الهائلة، في صورة رياض بودبوز المتوج بالكرة الذهبية فأعتقد أنه قادر على
أن يحقق إنجازات كبيرة في المستقبل، خاصة أنه ما زال في بداية مشواره
الرياضي وأمامه متسع من الوقت حتى يعمل ويطور إمكاناته ويرفع مستواه، وهنا
بودي أن أشير إلى أن تطوير كرة القدم يتطلب العمل الجاد والمنظم في الفئات
الشبانية.
لا تعرف حتى حسان يبدة الذي احترف الموسم الماضي مع نابولي، فريق القلب بالنسبة إليك؟لا،
هذا أعرفه. لقد شاهدت مباريات كثيرة ليبدة في الموسم الماضي حين كان
محترفا مع نابولي، ودون مجاملة أقول إنه يعجبني كثيرا وهو صاحب إمكانات
بدنية هائلة فضلا عن أنه ذكي، لذلك لا أعرف لماذا لم يواصل مشواره
الاحترافي مع نابولي برغم كل ما أشرت إليه حول ما يتميز به من إمكانات.
وما هي النصيحة التي يمكنك أن تسديها لصاحب الكرة الذهبية بودبوز حتى يطوّر إمكاناته ومستواه؟انطلاقا
مما شاهدته في بعض اللقطات التي بثت في الحفل، أستطيع القول إن بودبوز
موهوب ويتمتع بإمكانات فنية عالية جدا، ونصيحتي إليه ألا يضع حدودا لتطوير
إمكاناته، وفي رأيي فهو يبقى في حاجة ماسة إلى أن يطور إمكاناته البدنية
حتى يفجر كل موهبته، ولأنه مازال في سن صغير نسبيا فأمامه كل الوقت حتى
يعمل على تدارك هذا العامل البدني المهم جدا في كرة القدم الحديثة.
هل يعني هذا أن بودبوز عليه أن يطور إمكاناته كثيرا إذا كان يطمح إلى الاحتراف في إيطاليا؟(يضحك)
لا، ليس بالضرورة حتى يحترف في إيطاليا بالتحديد، فهو يلعب حاليا في
البطولة الفرنسية التي هي أيضا قوية، ولكن تطوير إمكاناته البدنية أمر مهم،
وعموما أعتقد أن بودبوز في الوقت الراهن عليه أن يفكر أنه في مرحلة
الانطلاق وليس في أوج عطائه، وعليه أن يسعى جاهدا أن تكون الكرة الذهبية
التي توج بها في حفل "الهدّاف" و"لوبيتور" لن تكون آخر لقب في حياته
الرياضية بل الأول في سلسلة ألقاب كثيرة ومتنوعة.
كيف كان شعوركم في الحفل حين شاهدت وأنت بين الجزائريين في حفل الكرة الذهبية، صور تتويجك بكأس العالم 2006 مع المنتخب الإيطالي؟ربما
يبدو الأمر غريبا للبعض ولكن الحقيقة أني الآن أتأثر أكثر من قبل حين
أشاهد لقطات مباراة نهائي كأس العالم 2006، وخاصة الصور التي بثت في حفل
"الهدّاف" و"لوبيتور" والخاصة بتسلمي كأس العالم باعتبار أنه كان لي الشرف
أن أكون قائد المنتخب الإيطالي. وقد كنت في غاية السعادة أن أشاهد تلك
الصور التاريخية وأنا بين جمهور جزائري، وتفاعل مع الصور أسعدني كثيرا
وجعلني أشعر مجددا أنني ساهمت في انجاز تاريخي مع منتخب بلادي في ألمانيا
عام 2006، وأضيف شيئا قبل مجيئي إلى هنا، لم أكن أعلم أن الجزائريين ناصروا
المنتخب الإيطالي في النهائي أمام فرنسا، اعتقدت أنكم كنتم جميعا وراء
فرنسا بسبب زيدان.
وماذا تذكرون على وجه الخصوص من مباراة النهائي أمام المنتخب الفرنسي؟مثلما
كان متوقعا فقد جاءت المباراة قوية لأن المنتخب الفرنسي كان حسب رأيي
الأقوى في العالم من حيث إمكانات لاعبيه بدنيا وفنيا وبالإضافة إلى
معنوياتهم العالية، ويوم النهائي كان أقوى منا من كل النواحي، ولكننا
استطعنا التغلب عليه بفضل استماتتنا طوال المقابلة وروحنا القتالية التي
واجهناه بها، وافتكاك اللقب في ختام سلسلة ركلات الترجيح.
ما
جرى بين زيدان وماتيرازي في تلك المباراة شكل حدثا بارزا، ولأن زيدان من
أصل جزائري فإن الاهتمام به كان واسعا أكثر، ماذا تقول اليوم عن هذه النقطة
بعد مرور أكثر من 5 سنوات؟أنا آسف لما حدث لزين الدين زيدان،
لأنّ "زيزو" بطل حقيقي وترك بصمات واضحة في تاريخ كرة القدم، وقد كان من
أفضل اللاعبين في العالم، ولذلك أؤكد أنني آسف أن اعتزاله جاء بعد ذلك
الحدث، وهو ما لا يرضي عشاق كرة القدم ولا يمكن أن يكون مثالا للأطفال. وفي
رأيي أن زيدان كان يستحق إنهاء مسيرته بشكل أفضل، ولكن زيدان هو زيدان ومن
غير الإنصاف أن يتجرأ أي واحد أن يحكم على زيدان أو أن يقيم مشواره من
خلال تلك المباراة ولا من خلال تلك اللقطة المؤسفة.
هل سبق لك خلال مسيرتك الكروية وأن تعرضت للشتم، وكيف كان ردّ فعلك؟الشتائم والإستفزازات عادة تحضر في كرة القدم، وفي حال ما كنا سنصدر ردود أفعال حولها في كل مرة، فمن المؤكد أن لا مباراة ستلعب.
لقد كنتم تعربون دائما عن رغبتكم في العودة إلى اللعب مع نابولي قبل الاعتزال ولكن هذا لم يتحقق، ألا تشعرون بخيبة أمل؟صحيح
أن رغبتي كانت ملحة في إنهاء مشواري الاحترافي مع نابولي باعتباره ناد
مدينتي وفيه بدأت مشواري الرياضي، ولكن مع الأسف لم تتحقق رغبتي مثلما كنت
أحلم. ومهما يكن فأنا كنت ومازلت مناصرا وفيا لنابولي والأهم من كل هذا أن
نابولي يحقق نتائج جيدة ولأن شقيقي باولو هو القائد للفريق فإن ذلك يخفف
خيبتي.
ما هو سرّ نجاحكم على أعلى
مستوى في منصب مدافع مركزي رغم أن عامل القامة لا يساعدكم على اللعب في هذا
المركز، لا سيما أننا نعلم أن طولك لا يتعدى متر و76 سم؟صحيح
أن القامة لها دور لا يستهان به بالنسبة لمن يلعب في الدفاع وخاصة في
الوسط، وبالنظر إلى قامتي (1.76م) كان الاعتقاد السائد أن أفضل قامة يجب أن
لا تكون أقل من 1.86م. غير أنني استطعت أن أفرض نفسي بعدة عوامل أخرى أذكر
من بينها ربما السرعة في التحرك والسرعة في التفكير في التدخل المناسب
والوقت المناسب، وربما أيضا كنت أذكى من لاعبين أطول مني لم يحققوا النجاح
الذي حققته أنا.
وفي الوقت الراهن، من هو أفضل مدافع مركزي حسب رأيكم؟لا
يوجد في الوقت الحالي مدافع محوري نستطيع أن نقول إنه الأفضل في العالم،
أعتقد أن هناك نقصا واضحا في اللاعبين الأقوياء في هذا المركز بالذات، على
عكس ما كان عليه الحال في جيلي حين كان هذا المركز يزخر بالأبطال والعمالقة
على غرار تورام، ماتيرازي، نيستا، مالديني، فيرارا، كوستا كورتا،
فيرارا...
ولكن جل الذين ذكرتهم تقريبا إيطاليون.لا،
لا هناك آخرون مثل الهولندي ستام والأرجنتيني صامويل وفي الوقت الراهن
يمكن أن نذكر جيرار بيكي وبيبي وتياڤو سيلفا وسيرجيو راموس، ولكن حسب رأيي
لا نستطيع أن نقول إنهم مدافعون مائة من المائة أو مثلما يعرف به عن
المدافع المركزي.
كان مقررا أن ترافقكم زوجتكم لحضور حفل الكرة الذهبية لـ "الهداف ولوبيتور" ولكنها لم تحضر معكم...صحيح
أن رغبتنا كانت في أن نأتي سويا لحضور الحفل ولكن انشغالها بأبنائنا أوجب
عليها البقاء معهم هناك، ثم إن زيارتي كانت قصيرة ولو كانت أطول لجلبتها
معي.
لا شك أنها ستسألكم عن تفاصيل زيارتكم للجزائر وعن الحفل.لقد
كنا على اتصال دائم وقد رويت لها هذا الصباح مباشرة بعد أن استيقظت كل شيء
عن الحفل وأكدت لها أنه كان ممتازا وأن زيارتي للجزائر تجربة رائعة، ولذلك
أجدد لـ "الهداف ولوبيتور" جزيل الشكر على الدعوة التي أتاحت لي هذه
الفرصة الطيبة وأتمنى أن أعود إليكم مرة أخرى في المستقبل.
تعلّقكم بنابولي معروف، فهو نادي القلب بالنسبة لك، ولكن ما هو الفريق الآخر الأقرب إليك من بين الأندية التي احترفت معها؟أنا
فخور وأعتز كثيرا بمشواري مع كل الأندية التي لعبت لها بما في ذلك
الإنتير، برغم أنني لم أحرز معه أي لقب، فالفترة التي لعبتها مع بارما كانت
رائعة وكذلك مع جوفتنوس على الرغم مما حدث في الموسم الأخير (بسبب قضية
التلاعب بنتائج المباريات والتي انتهت بسقوط الفريق إلى القسم الثاني) قبل
انتقالي إلى ريال مدريد الذي قضيت معه فترة رائعة بكل المقاييس. ولكن يبقى
عام 2006 الأبرز والأفضل في مشواري لما أحرزته من ألقاب، سواء كأس العالم
أو الكرة الذهبية، قبل أن أنضم إلى ريال مدريد.
ماذا يعني لك لقب "كانافارو حائط برلين" الذي منحك إياه الإعلام الإيطالي بعد فوز "سكوادرا أتزورا" بكأس العالم 2006؟(يضحك)،
الأهم ليس في هذا اللقب الذي أطلق علي بل الأهم هو التتويج بكأس العالم
ولأننا أحرزناه في ألمانيا بالذات، ولأننا أقصينا الألمان وأزحناهم عن
الطريق في الدور نصف النهائي، فقد كان له طعم مميز بالنسبة للإيطاليين عامة
وللجالية الإيطالية المقيمة في ألمانيا بصفة خاصة لأن عددها كبير وقد كانت
غير محظوظة في بداية هجرتها، حيث كانت تؤدي أصعب الأشغال قبل أن تتمكن من
فرض وجودها وتحسين مستوى المعيشة لمعظمها.
رغم أنكم لعبتم مع جوفنتوس وريال مدريد فإنكم لم تلعبوا مع زيدان الذي سبقكم في اللعب معهما.
اللعب
مع الأبطال رائع ومفيد ويساعد على التألق، وإن لم أحظ باللعب مع زيدان فقد
أتيحت لي الفرصة لأن ألعب مع أبطال كبار في مشواري الرياضي.مثل من تذكر؟
أخص
بالذكر رونالدو، راوول، ديل بييرو، توتي، ڤوتي.. وغيرهم، وإن لم ألعب مع
زيدان فقد التقينا وواجهته على الميدان في عدة مناسبات، وهذا ما يجعلني
أفتخر كثيرا.
حضرتم حفل الكرة الذهبية
لمجلة "فرانس فوتبال" متوجا باللقب، وحضرت حفل الكرة الذهبية في الجزائر
ضيف شرف، ما الفرق بين الحفلين حسب رأيكم؟أعتقد أن الفرق يكمن
في أن الكرة الذهبية الخاصة بـ "فرانس فوتبال" تحظى باهتمام إعلامي أوسع
وأكبر، بما أن الأمر يتعلق باختيار أفضل لاعب في العالم ككل، لذلك تجد كل
وسائل الإعلامية للعالم بأسره تهتم بالحدث بشكل أكبر، وربما يأتي أيضا هذا
نتيجة أنه لقب يمنح منذ فترة طويلة تعود إلى أكثر من نصف قرن في حين ذكرني
حفل الكرة الذهبية التي تنظمه "الهداف ولوبيتور" هنا في الجزائر بالحفل
الذي يقام عندنا في إيطاليا ويعرف بـ "أوسكار الكالتشو".
أنت
مقيم منذ فترة في دبي غير بعيد عن قطر التي ستستضيف نهائيات كأس العالم
2022 ولا شك أنكم سمعتم بالجدل القائم بشأن الحرارة العالية التي قد تعيق
إجراء المونديال في هذا البلد، ما هو رأيكم حول هذا الجدل؟أعتقد
أن الموضوع معقد أكثر مما نتصور، وذلك لأن الحديث عن الحرارة المرتفعة لا
يعني المباريات فقط وإنما أيضا الحصص التدريبية، أعتقد أن الاتحادية
الدولية لكرة القدم لن تغفل عن عامل الحرارة التي تكون مرتفعة جدا في شهري
جوان وجويلية، ومن المؤكد أنها ستجد حلولا لذلك من يومنا هذا إلى موعد
الكأس العالمية سنة 2022.
خاصة وأن قطر تمتلك إمكانات ضخمة، ما يمكنها من تجاوز هذا العائق، أليس كذلك؟لا شك أن قطر لديها كل الإمكانات لتنظيم المونديال، وفوائد الدورة ستعود على منطقة الخليج ككل وليس على قطر وحدها.
شكرا مرة أخرى على حضوركم الحفل وعلى هذا الحوار ونأمل أن نراكم معنا مرة أخرى في المستقبل.أنا
الذي أجدد لكم جزيل الشكر على الدعوة وقد كنت سعيدا بحضور الحفل، وأود أن
أحيي كل محبي كرة القدم في الجزائر وأقول للجميع إلى اللقاء.